فصل: الباب السابع عشر فيما أوله ظاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


*2*  الباب السابع عشر فيما أوله ظاء

2349- ظِئَارُ قَوْمٍ طَعْنٌ‏.‏

الظِّئَار‏:‏ المُظَاءرة، يقال‏:‏ ظأَرْتُ الناقَة وظاءَرْتُهَا، إذا عَطَفْتَهَا على ولد غيرها، وظَأَرَتِ الناقةُ أيضاً، يتعدَّى ولا يتعدَّى، وهذا مثل قولهم ‏"‏الطعن يَظْأَر‏"‏‏.‏ يضرب لمن يُحْمل على الصلح خوفا‏.‏ ‏[‏ص 443‏]‏

2350- ظَلَّتْ عَلَى فِرَاشِهَا تَكْرَى‏.‏

أي تنام ‏.‏

يضرب مثلا للخَلِّيِ الفارغ من الأمر

2351- أظُنُّ ماءَكُمْ هَذَا ماءَ عِنَاقٍ‏.‏

قالوا‏:‏ كان من حديثه أن رجلا بينا هو يَسْتَقِي وبيتُه تِلْقَاء وجهه، فنظر فإذا هو برجل مُعَانق امرأته يُقَبلها، فأخذ العَصَا وأقبل مُسْرعاً لا يشكُّ فيما رأى، فلما رأته امرأتُه جعلت الرجلَ في خالفه البيت بين الخالفة والمتاع، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير شيئاً، وخرج فنظر في الأرض فلم ير شيئاً، فكذب بصره، فقالت المرأة كأنها تريه أنها قد استنكرت من أمره شيئاً ما دهاك يا أبا فلان‏؟‏ أرعبك شيء‏؟‏ فكتَمَها الذي رأى، ومضى لحاجته، فلما كان في الوِرْدِ الثاني قالت‏:‏ ياأبا فلان، هل لك أن أكفيك السَّقْيُ وتودع اليوم فإني قد أشفقتُ عليك‏؟‏ قال‏:‏ نعم إن شئتِ، فأقام في المنزل، فانطلقت تسقي وتحيَّنَتْ منه غفلة فأخذت العَصَا ثم أقبلت حتى تفلقَ بها رأسَه فشجَّتْه، فقال‏:‏ ويلك‏!‏ مالك‏؟‏ وما دهاك‏؟‏ قالت‏:‏ وما دهاني يا فاسق‏؟‏ أين المرأة التي رأيتُهَا معك تعانقها‏؟‏ فقال‏:‏ لا، والله ما كانت عندي امرأة، وما عانَقْتُ اليومَ امرأة، قالت‏:‏ بلى أنا نظرت إليها بعيني وأنا على الماء، فتحالَفَا فلما أكثرت قال‏:‏ إن تكوني صادقة فإن ماءكم هذا ماء عناق‏.‏

يضرب مثلا في الدواهي، قاله أبو عمرو وروى غيره‏:‏ عَنَاق بفتح العين، وقال‏:‏

العَنَاق والعَنَاقة الخيبةُ، وأنشد‏:‏

سَرَى لَكَ بالْعَنَاقَةِ مِنْ سُعَادِ * خَيَالٌ فَاجْتَنَي ثَمَرَ الْفُؤَادِ

وهما مستعار للخيبة والأمر لقيت منه أُذنَىْ عَنَاق، لأنهما مسودَّانِ ولا يفارقهما السواد‏.‏

2352- ظَمَأٌ قَامِحٌ خَيْرٌ مِنْ رِيّ فَاضِحٍ‏.‏

قال الخليل‏:‏ القامح والمُقَامح من الإبل‏:‏ الذي قد اشتَدَّ عطشُه حتى فَتَرَ لذلك فُتُوراً شديداً، ويقال‏:‏ القامح الذي يَرِدُ الحوضَ ولا يشرب ‏.‏ يضرب في القناعة وكتمان الفاقة ‏.‏ ويروى ‏"‏ ظمأ فادح خير من ري فاضح‏"‏ الفادح‏:‏ المُثْقَلُ، يقال ‏"‏فَدَحَه الدينُ‏"‏أي أَثْقَله، والفضح والفضوح‏:‏ انكشافُ الأمر وظهوره، يقال ‏"‏فَضَحَ الصبحُ‏"‏ إذا بدا، و‏"‏افتضح فلان ‏"‏ إذا انكشفت مَسَاويه، و‏"‏فَضَحَه غيره‏"‏ إذا أظهر مَقَابِحَه‏.‏ ‏[‏ص 444‏]‏

2353- الظُّلْمُ مَرْتَعُهُ وَخِيمٌ‏.‏

قاله حُنَين بن خَشْرَم السَّعْدي‏:‏ أي عاقبتُهُ مذمومة، وجعل للظلم مَرْتَعاً لتصرف الظالم فيه ثم جعل المَرْتَعَ وخِيما لسوء عاقبته، إما في الدنيا وإما في العُقْبَى

2354- الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامةِ‏.‏

هذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم

2355- ظَلَّتْ الغَنَم عَبِيثَةً وَاحِدَةً‏.‏

وذلك إذا لَقِيَ الغنمُ غنماً أخرى فاختلط بعضُها ببعض‏.‏

يضرب في اختلاط القوم وتساويهم في الفساد ظاهراً وباطناً

2356- الظِّبَاءَ عَلَى البَقَرِ‏.‏

يضرب عند انقطاع مابين الرجلين من القرابة والصداقة‏.‏

وكان الرجل في الجاهلية إذ قال لامرأته ‏"‏الظباءَ على البقر‏"‏ بَانَتْ منه، وكان عندهم طلاقاً، ونصب ‏"‏الظباء ‏"‏على معنى اخترتُ أو أختار الظباء على البقر، والبقر كناية عن النساء، ومنه قولهم ‏"‏جاء يجرُّ بقره‏"‏ أي عياله وأهله‏.‏

2357- ظُنُّوا بَنِي الظَّنَّانَاتِ‏.‏

الظَّنَّانة‏:‏ المرأة التي تحدِّثُ بما لا علم لها به، قالها رجل غابَ له أخٌ وبقي له إخوة مقيمون، فاستبطؤه لموعده الذي وعَدَهم فقال أحدهم‏:‏ ظُنُّوا بني الظِّنَّانات، فقال أحدهم‏:‏ أظنه لقيه ذو النِّبَالَةِ الكثيرة فقتله، يعني القنفذ، وقال الآخر‏:‏ أظنه لقِيَهُ الذي رَمَحَه في استه فقتله، يعني اليربوع، وقال الآخر‏:‏ أظنه لقيته حَجْمَةُ عينين فأكلته، يعني الأرنب، ويقال‏:‏ يعني الذئب، كذا قاله المندري، وقال الآخر‏:‏ اظنه اضْطَرَّهُ السيلُ إلى جُرْثومه فمات من العطش‏.‏

يضرب عند الحكم بالظُّنُون‏.‏

2358- ظَنُّ الرَّجُلِ قِطْعَةٌ مِنْ عَقْلِه‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ الذنَبُ فِقْرَة من الصُّلْب، والضَّرْع ابنةٌ من الكَرِش، وظن الرجل قطعة من عقله‏.‏

وقال عمر رضي الله عنه‏:‏ لا يعيش أحد بعقله حتى يعيش بظنه‏.‏

وقال سليمان بن عبد الملك‏:‏ جودة اللسان بلا عقل خُدْعَة، وجودة العقل بلا لسان هجنة ولكن بين ذلك‏.‏

2359- ظِلُّ سَيَالٍ رِيحهُ حَرُورٌ‏.‏

السَّيَال‏:‏ شجر من العَضَاه، ولها وَرْدَة طيبة الرائحة، والْحَرُور‏:‏ ريح حارة تهبُّ بالليل، وقيل‏:‏ بالنهار‏.‏

يضرب للرجل له سِيمَا حَسَنَة ولا خير عنده‏.‏ ‏[‏ص 445‏]‏

2360- ظَالِعٌ يَعُودُ كَسِيراً‏.‏

الكَسِير‏:‏ فَعِيل بمعنى مفعول، يعنون المكسور الرِّجءلَ، والظَّلَع‏:‏ مثل الغَمْز يكون في رجل الدابة وغيرها، وقوله‏"‏يعود‏"‏ من العيادة‏.‏

يضرب للضعيف يَنْصُر مَنْ أضعف منه

2361- ظُفْرُهُ يَكِلُّ عَنْ حَكِّ مِثْلِي‏.‏

يضرب لمن يُنَاويك ولا يقاويك

2362- ظِلاَلُ صَيْفٍ مَالَهَا قِطَارٌ‏.‏

الظِّلاَل‏:‏ ما أظلك من سَحَاب وغيره والمراد به ههنا السحاب

يضرب لمن له ثَرْوَة ولا يُجْدي على أحد

2363- ظِئْرٌ رَؤُومٌ خَيْرٌ مِنْ أمٍّ سَؤومٍ‏.‏

الظئر‏:‏ الْحَاضنة، والجمع ظَوَارّ، وهو جمع نادر، والؤوم‏:‏ العَطُوف، والسَّؤُوم‏:‏ المِلُول ‏.‏

يضرب في عدم الشفقة وقلة الاهتمام

2364- ظَاهِرُ الْعِتَابِ خَيْرٌ مِنْ بَاطِنِ الْحِقْدِ‏.‏

هذا قريب من قولهم ‏"‏يبقى الوُدّ ما بقي العتاب‏"‏‏.‏

2365- ظِلُّ السُّلْطَانِ سَرِيعُ الزَّوَال‏.‏

2366- الظَّفَرُ بالضَّعِيفِ هَزِيمةٌ‏.‏

يضرب لمن يستضعف‏.‏

2367- ظَنُّ العَاقِلِ خَيْرٌ مِنْ يَقِينِ الْجَاهِلِ‏.‏

*3* ما جاء على أفعل من هذا الباب

2368- أَظْلَمُ مِنْ حَيَّةٍ‏.‏

لأنها تجيء إلى جُحْر غيرها فتدخُلُه وتغلبه عليه، وكذلك قولهم‏:‏

2369- أَظْلَمُ مِنْ أَفْعَى‏.‏

يقال‏:‏ إنك لتظلمني ظلم الأفعى، قال الشاعر‏:‏

وأنْتَ كَالأفْعَى الَّتِي لا تَحْتَقِرْ * ثُمَّ تَجِي سَادِرَةً فَتَنْجَحِرْ

وذلك أن الحية لا تتخذ لنفسها بيتاً فكلُّ بيتٍ قصدَتْ إليه هرب أهلُه منه وخَلَّوْهُ لها‏.‏ وأما قولُهم‏:‏

2370- أَظْلَمُ مِنْ وَرَلٍ‏.‏

فلأنَّ كلَّ شدة يلقاها ذو جُحءر من الحية فهو يلقي مثل ذلك من الورل، والوَرَلُ ألطف بَدَناً من الضب، وهو يقوى على الحيات ويأكلها أكلاً ذريعاً‏.‏ ‏[‏ص 446‏]‏

2371- أَظْلَمُ مِنْ ذِئْبٍ‏.‏

قد كثر أمثال العرب وأشعار الشعراء بظلم الذئب، فقالوا في أمثلهم ‏"‏مَنِ اسْتَرْعَى الذئب ظلم ‏"‏ و‏"‏مستودع الذئب أظلم‏"‏ و‏"‏كافأهُ مكافأة الذئب ‏"‏ وأما ما جاء في أشعارهم فحكى ابن الأعرابي أن أعرابياً رَبَّى بالبادية ذئباً فلما شبَّ افترسَ سَخْلة له، فقال الأعرابي‏:‏

فَرَسْتَ شُوَيْهَتِي وفَجَعْتَ طِفْلاً * وَنِسْوَاناً وَأنْتَ لَهُمْ رَبِيبُ

نَشَأتَ مَعَ السِّخَالِ وَأنْتَ طِفْلٌ * فَمَا أدْرَاكَ أنَّ أبَاكَ ذِيبُ

إذَا كَانَ الطِّبَاعُ طِبَاعُ سُوءٍ * فَلَيسَ بِمُصْلِحٍ طَبْعاً أدِيبُ

وقال آخر‏:‏

وَأنْتَ كَجَرْوِ الذِّئْبِ لَيْسَ بِآلِفٍ * أبَى الذِّئْبُ إلاَّ أَنْ يَخُونَ وَيَظْلِمَا

وقال آخر‏:‏

وأنْتَ كَذِئْبِ السُّوء إذْ قَالَ مَرَّةً * لِعَمْروسَةٍ وَالذِّئْبُ غَرْثَانُ مُرْمِلُ

أأنْتِ الَّتِي مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ سَبَبْتِنِي * فَقَالَتْ مَتَى ذَا قَالَ ذَا عَامُ أوَّلُ

فَقَالَتْ وُلِدْتُ الْعَامَ بَلْ رُمْتَ ظُلْمَنَا * فَدُونَكَ كُلْني لاَهَنَالَكَ مَأكَلُ

قال حمزة‏:‏ وهذه الأبيات منقولة من حديث طويل من أحاديث الأعراب‏.‏

2372- أَظْلَمُ مِنَ التِّمْسَاحِ، و‏"‏كافأَنِي مُكافأَةَ التِّمْسَاحِ‏"‏‏.‏

قال حمزة‏:‏ له حديث من أحاديثهم طويل تركت ذكره‏.‏

2373- أَظْلَمُ مِنَ الْجُلُنْدَي‏.‏

هذا مَثَلٌ من أمثال أهل عمان، ويزعمون أنه جَرَى ذكره في القرآن في قوله عزَّ وجل ‏{‏وكان وَرَاءهم مَلِكٌ يأخُذُ كلَّ سَفِينةٍ غصْباً‏}‏ ويزعم كثير من الناس أن الْجُلُنْدَي وقع إلى سيف فارس في دولة الإسلام، وأن الذي كان يأخذ السفُنَ كان في بحر مصر، لا في بحر فارس‏.‏

2374- أَظْلَمُ مِنْ فَلْحَسٍ‏.‏

قد مر ذكره في باب السين عند قولهم ‏"‏أسْأَلُ من فَلْحَسٍ‏"‏‏.‏

2375- أظْلَمُ مِنْ صَبِيٍّ‏.‏

لأنه يسأل مالا يقدر عليه، ولذلك يقال ‏"‏ أعطاه حكم الصبي ‏"‏ إذا أطاه ما شاء‏.‏

2376- أظْلَمُ مِنْ لَيْلٍ‏.‏

يُرَاد من الظُّلْمة‏.‏

قلت‏:‏ قد قال بعضهم‏:‏ هذا شاذ أن ‏[‏ص 447‏]‏ يُبْنَى أفعلُ التفضيل من الإظلام، وليس كما ظن، فإنَّ ظلم يظلم ظُلْمة لغة في أظلم إظلاما، وإذا صح هذا فالبناء وقَعَ على سَمْته وقاعدته‏.‏

2377- أَظْلَمُ مِنْ اللَّيْلِ‏.‏

هذا يراد به أفعل من الظُّلم لا من الظُّلمة، وإنما نسب إلى الظلم لأنه يَسْتُر السارقَ وغَيره من أهل الريبة ‏.‏

2378- أظْمَأ مِنْ حُوتٍ‏.‏

قال حمزة‏:‏ يزعمون دَعْوى بلا بينة أنه يعطش في البحر، ويحتجون بقول الشاعر‏:‏

كالحوت لا يُرْوِيه شَيْء يَلْهَمُهْ * يُصْبِحُ ظَمْآنَ وَفِي الْبَحْرِ فَمُهْ

ثم ينقضون هذا بقولهم ‏"‏أرْوَى من حوت‏"‏ فإذا سُئلوا عن قولهم هذا قالوا‏:‏ لأنه لا يفارق الماء‏.‏

2379- أظْمَأ مِنْ رَمْلٍ‏.‏

وإنما قالوا هذا لأنه أشْرَبُ شيء للماء

2380- أظَلُّ مِنْ حَجَرٍ‏.‏

وذلك لكثافة ظله‏.‏

قلت‏:‏ ليس للظل فعل يتصرف في تُلَاثيه، فيبنى منه أفعل التفضيل، وحقه ‏"‏ أشدُّ إظْلاَلاً‏"‏، وقال‏:‏

كأنَّمَا وَجْهُكَ ظِلُّ مِنْ حَجَرْ

يعني أسود، لأن ظل الحجر لا يكون كظل الشجر‏.‏

2381- أظْلَمُ مِنَ الشَّيْبِ‏.‏

لأنه ربما يَهجُم على صاحبه قبل إبَّانه‏.‏

*3* المولدون

ظَرِيفٌ فيٍ جَيْبِهِ غُدَدٌ‏.‏

إذا تكَّلف مالا يَليقُ به‏.‏

ظُلْمُ الأقَارِبِ أشَدُّ مَضَضاً مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ‏.‏

قلت‏:‏ هذا معنى قديم، فإنه في مشهور شعر الجاهلية، قال طرفة‏:‏

فَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أشَدُّ مَضَاضَةً * عَلَى الْمَرْءِ مِنْ وَقْعِ الْحُسَامِ الْمُهَنَّد‏.‏